الوطنية بريس - معاد اهليل
اضغط هنا لمتابعة بافي اخبار الصحة
مستشفى محمد الخامس كارثة إنسانية بكل المعايير والمقاييس، ولربما هذا أمر اعتاده سكان مدينة آسفي وضواحيها من الفقراء والبسطاء والبؤساء. لكن الجديد هذه المرة أن قسوة رواد المسار الأحمر وأخص بالذكر هنا مسؤوليه سواء ممرض(ة) القلعة الزجاجية أو طبيبها، بلغ بهم الإهمال إلى درجة عدم ملاحظة موت مريضة قضت على سرير في قاعة لا تتجاوز أَسِرَّتها حوالي العشرة، إلا بعد أن فطن إلى ذلك بعض الزوار الذين كانوا بصدد عيادة ذويهم من المرضى، حيث لاحظوا أن الذباب ينخر في جسدها الضعيف، دون أن تبدي المسكينة رحمها الله أي مقاومة أو ردة فعل. وهو ما جعلهم يحاولون التدخل ليرحموها من ألم لسعه وطنينه. فما كان إلا أن اكتشفوا أن السيدة قد أسلمت الروح إلى بارئها. لكن السؤال المطروح ألم يكن بالإمكان إنقاذ حياة السيدة بشكل من الأشكال لو كانت تتلقى الرعاية المستحقة؟ وليت الأمر وقف عند هذا الحد، فصبيحة يوم الأربعاء30 غشت، وبالمسار الأحمر الدامي نفسه، وعلى سرير الوجع الحقير كانت السيدة () ملقاة بدون حراك أحيانا عدما تدخل في غيبوبتها، وعندما تفيق تعتصر ألما يكاد يسقطها من السرير لولا تدخل الزوار. والغريب في الأمر أن السيدة قضت ليلتها في المستشفى دون أن يُشخِّص مرضها طبيب، إلى أن حل السيد الدكتور المحترم ( ع- ك) باكرا على الساعة العاشرة، لكن حضوره - حسب رواية أبنائها وزوجها- كان كعدمه. أما السيدة (ع-خ) التي حلت بُعيد الفجر بقليل فقد وجدت طبيب الديمومة يغط في نومه، وهو ما اضطر أحد أفراد أسرتها للذهاب إلى غرفة نومه وجلبه إلى قاعة التشخيص، وعند قدومه كتب على وجه السرعة حقنة لعلاج المعدة على الرغم من كونها تعاني ألما ناجما عن تجمع الحصى في المرارة، واستمرت معاناتها حوالي أربع ساعات، وهو ما اضطرها إلى التوجه إلى طبيب خاص اكتشف في غضون خمسة عشر دقيقة أن مصدر الألم هو المرارة. ويا ليت الأمر توقف عند هذا الحد، بل استمرت مهزلة هذا المستشفى الكارثي، حتى كادت تودي بحياة طفلة. حيث وصف السيد الطبيب المداوم أقراصا للبالغين لفتاة لا يتعدى عمرها السنتين، وقد اكتشفت ذلك الصيدلانية في حوارها مع الأب الذي قدم لاقتناء الدواء. ولعل سبب زلة هذا الطبيب هو النوم. فإلى متى سيظل المواطن الأسفي ضحية الاستهتار وغياب روح المسؤولية؟