الوطنية بريس
اضغط هنا لمتابعة باقي أخبار قضايا ساخنة
تناقلت الوسائط الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي خبرصدور كتاب في غاية الأهمية للفيلسوف الكندي (ألان دونو) بعنوان «Médiocratie»، أو نظام التفاهة. كتاب طار حول العالم محمولاً بأقلام الغرب ونقاده، بحثاً عن الأسباب التي جعلت التافهين يمسكون بمواقع القرار في العالم، سياسياً، واقتصادياً، وأكثر...
يقول مدون تصدير الكتاب (..يؤكد ابن كيبيك أن التافهين قد حسموا المعركة. من دون اجتياح الباستيل (إشارة إلى الثورة الفرنسية) ولا حريق الرايخشتاغ (إشارة إلى صعود هتلر في ألمانيا) ولا رصاصة واحدة من معركة «الفجر» (إشارة إلى المعركة الأسطورية بين بونتا وبراكمار)، فقد ربح التافهون الحرب فعلا وسيطروا على عالمنا وباتوا يحكمونه.
يعطي أستاذ الفلسفة والعلوم السياسية نصيحة فجّة لناس هذا العصر: «لا لزوم لهذه الكتب المعقدة. لا تكن فخوراً ولا روحانياً. فهذا يظهرك متكبراً. لا تقدم أي فكرة جيدة. فستكون عرضة للنقد. لا تحمل نظرة ثاقبة، وسع مقلتيك، أرخ شفتيك، فكر بميوعة وكن كذلك. عليك أن تكون قابلاً للتعليب. لقد تغير الزمن. فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة).
مناسبة هذا الكلام ما عاشته وتعيشه كلية الحقوق المحمدية في ظل العميد بالنيابة المنتهية ولايته والمرتفعة تفاهته والتي كتبنا عنها الشيء الكثير ما لم يكتب عن حريق روما ولا عن جرائم هولاكو ورغم ذلك لازال يزرع ألغام الخراب وعناقيد الدمار في حقل مخصص للبحث العلمي وتحصين القيم الإنسانية وصناعة القادة الحقيقيين وبناة المستقبل للإنسانية دون اعتبار للنزعات الشوفينية والعرقية والدينية وبعيدا عن عوامل تغذيتها.
إن ما قلناه وسنقوله عن عميد كلية الحقوق بالنيابة بالمحمدية ليس مزايدات ولا حسابات ضيقة بل هو رصد لواقع قائم لحد الأن وقفت على مجمل صوره لجنة موفدة عن المفتشية العامة للوزارة الوصية على قطاع التعليم العالي والبحث العلمي خريف السنة الماضية دون معرفة مآله لحد الآن،كما وقف عليه المكتب النقابي المحلي لكلية الحقوق المحمدية التابع للنقابة الوطنية للتعليم العالي ورفعت في شأنه مراسلات إلى السيد رئيس جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء والوزارة الوصية لكن دون جدوى كما أصدرت بيانات نقابية في شأن الحالة المزرية التي تعيشها كلية الحقوق المحمدية لكن لازالت كلية ولد الشقربل على حالها دون أي تحرك يذكر لتخليص الكلية من كوابيس الرعب والخراب الذي تعيشه منذ قدومه.
لقد استطاع العميد بالنيابة لكلية الحقوق المحمدية أن يحكم سيطرته على دواليب إدارة الكلية باستعمال كل المكائد والدسائس وزرع التفرقة واستعمال الريع للمنبطحين والريح والغضب لمناهضي الفساد وحتى لا يبقى كلامنا هراء فالمتتبع للشأن الجامعي للكلية يعرف حقيقة ما جرى ويجري لحد الآن من ممارسات بعيدة كل البعد عن قيم النزاهة والشفافية وثقافة المرفق العمومي.
لقد عاشت كلية الحقوق المحمدية حدث كراء مركز النسخ بالكلية حيث وقفت قيمة الصفقة على مبلغ 21 مليون سنتيم خلافا للفترة السابقة والتي وقفت عليها لجنة المفتشية العامة حيث كانت قيمة الصفقة 4 مليون سنتيم مع أن صاحب الصفقة مجهول لدى مسير المركز الذي لا يعرف مشغله مما يفهم أن العقد صوريا وأن المالك الحقيقي معلوم داخل العمادة بالنيابةالأمر الذي يعتبر تبديدا للمال العام من جهة وإثراء بلا سبب من جهة أخرى للمستفيد بدون وجه حق وهذا نوع من الريع استعمله العميد بالنيابة للحصول على منافع تفوق ماتجاوزعنه.
لقد حرص العميد في كل مناسبة أن يمارس دور الشيخ وذلك بمحاباة المريدين ومعاقبة الخارجين عن طاعته وإيالتهوقد كان آخرها حفل أقامته المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية برحاب الكلية عمل على إقصاء الأساتذة والاحتفاظ بزبانيته ليعبر عن سطوته وجبروته في كل مناسبة ليؤكد أن ولايته على العباد لن تمسها نيران الغاضبين.
إن سيطرة العميد على دفة حكم الكلية لهذه المدة وبرصيد كبير من الخروقات دون أن تمسه نار المحاسبة كان ولا يزال مدعاة للاستغراب والتساؤل حول أية بركة هاته التي تحمي ولد الشقربل وأية تمائم هاته التي تقيه شرور الحساب والعقاب.
لقد استقوى العميد المرتفعة تفاهته بالصمت غير المبرر لرئيس الجامعة وخدمات المكلف بمهمة برئاسة الجامعة الذي لازال يناور من أجل ضمان لجنة على المقاس لانتقاء المرشحين لشغل منصب عميد كلية الحقوق المحمدية لا يخرج عن زمرة وملة العميد بالنيابة المرتفعة تفاهته، كما استقوى بفريق العمادة بالنيابة حيث مكن أحد نوابه من السكن الوظيفي بدون استحقاق ولاوجه حق مكافأة له على تقديم شهادة زور ضد أستاذ برأته المحكمة ابتدائيا واستئنافيا مما تصبح معه هذه المكافأة فعلا جرميا يعاقب عليه القانون الجنائي المغربي خاصة أحكام المادة 373.وفي المقابل عمل على انتزاع سكن وظيفي من مساعد تقني ظلما وعدوانا ليتأكد بالملموس وللعالم أجمع أن العميد بالنيابة يمارس كل اشكال الاستبداد على المستضعفين من عباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلين قالوا سلاما.
فإذا كان الفيلسوف الكندي ألان دونو اسم التافهين على هذه الشريحة من الكائنات الشريرة فقد أطلق علي سيد الخلق على هذه المرحلة بزمن الرويبضة في حديثه:(عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))، قيل وما الرويبضةيا رسول الله؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة".