الوطنية بريس - عزيز أحنو
اضغط هنا لمتابعة باقي اخبار الجهات
إنطلقت مؤخرا عملية تسجيل ذوي الحقوق والذين سوف يستفيدون من مشاريع تنموية بالمليون هكتار حيث سوف يتم توزيعها من أجل خلق طبقة متوسطة من المنتجين بالمناطق الفلاحية الجبلية ، لتعويض الطبقة المنتجة داخل المدن .
بخنيفرة وعلى غرار باقي المناطق المغربية بدأت عملية تسجيل ذوي الحقوق ذكورا وإناثا تطبيقا لدورية وزير الداخلية الذي أعطى الحق للمرأة في الإستفادة من حقها بأراضي الجموع .
ويعود تاريخ أراضي الجموع والأراضي السلالية إلى المرحلة الإستعمارية حيث كانت منظومة أمغار ( كبير القبيلة والعارف بأمور الحياة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية للقبيلة ) ، تنظم مجالات الرعي ، ووضع شروط خاصة بهذه الأراضي وعملية تانجاعت من قبل ، منع البناء والحرث وافراغ المنطقة في الوقت المحدد ، وكذا منع الرعي بالمناطق التي يقل بها العشب ، ومن ضمنها منطقة إسرفان منطقة منت منطقة مولاي بوعزة الكورص أزلو أجدير ( المقسم الى خمس مناطق ، تاورايت اوجدير بوبباغوس اظار أوجذير...) أكلمام ازيزا وملوية اعريض ، وحيث أن مناطق الرعي كانت تتسع لجميع القبائل ( زايان ) كقييلة رسمية ( 12 قبيلة ) ، وإشقير أيت إسحاق وأيت إيحند كقبائل زائرة بحكم عملية المصاهرة مع زايان ، للترحال شتاء نحو ازاغار ، وفي فترة الصيف ينتجعون نحو الجبل بعدما ينجلي موسم الأمطار والثلوج ، غير أن بعض الأسر التي كانت تخدم مصالح المخزن والأسر المخزنية والتي لا تؤدي الضرائب ( الترتيب على المواشي وعلى القطيع والدواب ) ، ولا يقدمون عامل يومي لفتح الطرقات أوحرث اراضي القايد والباشا والمقربين من المؤسسة القايدية التي توالت على تسيير شؤون خنيفرة ، والتي تم تحديدها ما بين حدود والماس ابي الجعد وتادلة وبني امكيلد وايت سكوكو وايت إيحند )، الذين تعتبرهم القبيلة اليد المتسخة للمخزن ، هذه الأسر المخزنية والشرفاء المعفيين من أداء الضرائب( أيت نوح تاسكارت اروكو لهري ) خدام المخزن ( الطلبة والأعيان والمقربين المشرفون على العمل اليومي للعمال ) فاقتصر استغلال أراضي الجموع ( اراضي الرعية ) على لأسر التي كانت تقدم عامل يومي ، ( رجل للأذن ) والذي يؤدي الترتيب ويقاوم المستعمر الفرنسي ، الأسر التي تم تنكيلها وتعذيبها من طرف عمال باشاوات وقياد المخزن وحروب السيبة . فكان دوار الباشا ودوار امهروق مقربين لا يعملون العمل اليومي وهم المشرفون على مراقبة عمل العمال والمسجونين ومصالح الأسر المخزنية .
غير أنه ومع بدء عملية التسجيل والتي أصبحت تورق المستفيدين من ذوي الحقوق الأصليين والشرعيين ، حيث تم تكليف أعوان السلطة مقدمين وشيوخ ونواب أراضي الجموع ( الذين تم انتخاب بعضهم بطرق المحسوبية والزبونية وعدم احترام شروط الترشيح من قبل المعرفة التامة بالمجال والمستوى الدراسي وحسن السيرة )، بتسجيل ذوي الحقوق وقد أذمجوا هذه الأسر التي لم تذق طعم التنكيل المخزني وقياد وباشاوت الإستعمار ، ضمن المسجلين للإستفادة ، مما يثير جدلا واسعا داخل اوساط ذوي الحقوق حول من لهم أحقية الإستفادة من الورش الملكي الخاص بتوزيع المليون هكتار على ذوي الحقوق ، كما أن بعض ذوي الحقوق يرون بأن العملية تشوبها الضبابية وانعدام الشفافية ، حيث لم تخضع لنقاش عمومي يعرف بالمستفيد ونوعية الأرض المراد توزيعها ، وكذا حدودها الجغرافية، وكيف سوف تتم عملية التوزيع ؟ وما هي المشاريع التي سوف تقام فوق هذه الأراضي ؟ والمؤسسة التي سوف تمول المشاريع ؟ وكيف سوف تتم عملية الإستفادة ؟ وكيف سوف بتم انتقاء المستفيدين من ذوي الحقوق ؟ وما إلى غير ذلك من التساؤلات ؟؟
عملية توزيع اراضي الجموع على ذوي الحقوق يرى فيها البعض شرعنة القوانين لتمكين الدولة من الإستيلاء على هذه المساحات الشاسعة لاسيما وأن الشركات العاملة في مجال التعمير والبناء أصبحت تجد صعوبة في إيجاد اراضي عقارية للبناء ، وبالتالي خلق اساليب من شأنها البدء في الإستيلاء على ما تبقى للفلاحين الصغار من أراضيهم الجماعية ، على غرار الإصلاح الزراعي إبان سبعينيات القرن الماضي والتعاونيات الفلاحية، والمشاريع الفلاحية الوهمية ، وكذا مخطط المغرب الأخضر ( الفاسل بجميع المعايير) ، مخططات فاشلة ترمي إلى الهيمنة على أرضي ومصادر المياه الخاصة ببسطاء القرويين ، لتمكين الملاكين العقاريين الكبار من التمركز بمواقعهم وبالتالي الإستمرار في السياسات الطبقية الفلاحية بالمغرب .
العملية إذا قد تشهد توترا بين ذوي الحقوق الشرعيين وغير المستفيدين في غياب معايير وخرائط خاصة بهذه المساحات الشاسعة .
أراضي الجموع والأراضي السلالية يعتبرها خبراء العقار بأنها قنبلة موقوتة فد تنفجر في أي لحظة في حالة لم تتخذ الإجراءات الصارمة في حق المتلاعبين بعملية التسجيل كعملية الترقيم ، وكذا تسجيل بعض القبائل التي ليست من ذوي الحقوق عرفيا وقانونيا والتي لم تضع اصبعها فوق الزناد ، للإستفادة مناصفة مع من تم تنكيله وتعذيبه من أجل الأرض والحرية والكرامة في وقت كان فيها الدم والنار سيد الموقف.