الوطنية بريس - عزيز أحنو
اضغط هنا لمتابعة باقي اخبار الجهات
كما هو جلي بكتب التاريخ سواء الكولونيالي منها أو المحلي المكتوب بأقلام غير موضوعية ، فقد هزمت القبائل الأمازيغية الزيانية الشقيرنية السخمانية السحاقية والويراوية والمكيلدية فيالق الكولونيل لافيردور القائد العسكري لفيالق خنيفرة ، بمعركة لهري شر هزيمة والتي لازالت موشومة على جبين فرنسا الفاشية إلى يومنا هذا ، وقد تمكن القايد موحى اوحمو ازايي ( محمد بن حو الزياني ) من جمع شمل شتات القبائل عبر سياسته واستراتيجيته التي تم التخطيط لها ، والرامية إلى إخضاع القبائل الزيانية لحكم المخزن حيث كانت المحلة الزيانية تولى باهتمام أكبر من طرف السلطان الحسن الأول، بعدما تسلم القائد الشاب الطابع المخزني والراية وظهير التعيين بالمؤسسة القايدية إلى جانب 600 جندي شنقيطي جلهم من الكوم وافريقيا ، ومدفعين ، بعد ذلك تلت الفترة نوع من الفتور في العهد العزيزي للكره الدفين الذي يوليه الوزير القوي الصدر الأعظم ( ابا محمد ) ، للمحلة الزيانية بأدخسال وافلكتور حيث توجد قصور القايد الزياني ، لتعود الأمور إلى مكانها في العهد الحافظي ، بحكم المصاهرة وتنصيب ابن القايد موحى اوحمو الزياني، حوسى البكر ، باشا على مدينة فاس ، وقد تمرد القايد محمد على المخزن ليقاوم بشراسة المحتل الفرنسي الذي وصف قبائل زايان بالقبائل الشرسة ، معركة لهري في 13 نونبر 1914 كانت نقطة تحول فقد تمكنت القبائل الأمازيغية من وضع أنف الفرنسيين في الأوحال ، وتكبيدهم أكبر الخسائر في تاريخها بشمال إفريقيا ، مما عجل برحيل ليوطي وجنرالات ثلاثينيات واربعينيات القرن الماضي ، لتبقى معركة لهري أكبر حدث تاريخي ببلاد زيان بالمغرب عامة وبلاد زيان خاصة ،اليوم وبعد مرور 104 سنة على الحدث تقوم المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير بخنيفرة بالإحتفال بهذا الحدث التاريخي الذي حضرت مراسيمه شخصيات وازنة الى جانب السلطات المحلية والعاملية ورؤساء المصالح الخارجية بخنيفرة والسلطات العمومية ، لإستحضار بطولة وأمجاد رجالات زيان ، وتكريم أسرة المقاومة وابناء جيش التحرير الباسل الذي يعود له الفضل في تحرير المغرب بقيادة عباس المسعدي له اكثر من دلالة.

وقد تمكنت المندوبية السامية بخنيفرة من الحفاظ على الموروث الثقافي وإعطاء الأمجاد والمكتسبات التاريخية المكانة التي تستحقها ، عبر تخليدها لذكرى تاريخية تعتبر بحق انجازا تاريخيا ليس له نظير .
غير أنه يتوجب على كافة الفعاليات المدنية والسياسية والإجتماعية ، أن تناضل من اجل استرجاع الأمجاد واستحضار هذه الذكرى عبر استشهاداتهم بالمحافل الوطنية والدولية ، ولدى الهيئآت الحقوقية ، من أجل تمكين الأمازيغ بالجبال من جبر ضرر جماعي و كذا أبناء المقاومة المسلحة بالجبال ، التي خلفت ما يفوق 700000 شهيد عبر المعارك المتعددة التي عاشتها قبائل زيان وأيت عطا وأيت ويرة وإشقيرن وأيت إسحاق وأيت سخمان و أيت سغروشن ، بكل من لهري تابادوت أمغاس تيمحضيت تاقا يشعان بوكافر..وآخرها تازيزاوت في نهاية غشت سنة 1932، معارك فرضت على الأمازيغ نزلت فيها فرنسا بآلياتها الحربية الفتاكة على قبائل بدائية، والتي نكلت عذبت وقتلت الآلاف من أبناء الأمازيغ ، من أجل إخضاعهم لسلطات الحماية ، والذين هبوا لتحرير الأرض ومن أجل الحرية والكرامة بالدم والنار والحديد .
تخليد المندوبية السامية بخنيفرة للذكرى 104 لمعركة لهري ، وحضور الكتيري وعامل الإقليم له دلالات جد معبرة عن اهتمام المندوبية بالذكرى ، غير أنه يتوجب على جميع الفاعلين تكثيف الجهود من أجل جعلها ذكرى وطنية لما لها من دلالات رمزية وتاريخية تعبر عن أمجاد زيان والقبائل الأمازيغية التي عجلت برحيل فرنسا في فترة كان فيها الحديد والنار سيد الموقف .
