الوطنية بريس - محمد مرادي
القسم : جهات
اضغط هنا لمتابعة باقي أخبار الجهات
تحت شعار"المسلم من سلم الناس من لسانه و يده" نظم المجلس العلمي المحلي لخنيفرة مساء يوم الجمعة الأخير بغرفة الصناعة والتجارة والخدمات ندوة فكرية في موضوع " الرياضة خلق والتزام".
ويرى المنظمون لهذه الندوة التي تابع أشغالها باهتمام كبير حشد من المواطنات والمواطنين، رياضيين و جمعويين، مسيرين ومشجعين، وممثلي السلطات المحلية المدنية والعسكرية المعنيين بالأمر، يرون أن أصل الداء فيما تعرفه ملاعبنا من شغب، أخلاقي بالدرجة الأولى، ويعتبرون عدم تشبع كل المتدخلين في اللعبة من لاعبين وحكام، من مدربين ومسيرين،من مشجعين وجمعيات بوازع القيم القوية، سبب انحرافهم وخصوصا المتفرج منهم عن السلوك القويم، و سبب تسلل هذه الظاهرة الغريبة عنا والمستوردة من الغرب إلى ملاعبنا فشوارعنا ومدننا، وعليه فإنهم يدعون إلى الانخراط في الرهان الأخلاقي لأن "الرياضة خلق والتزام".
وقد أجمعت مختلف المداخلات التي تطرقت للظاهرة سواء من الزاوية الدينية أو الرياضية أو الأمنية أو السوسيولوجية على أن الأخلاق هي التي تقود الرياضة وتوجهها نحو هدفها الصحيح أو الخاطئ ( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا) و أن محاربة ظاهرة العنف الرياضي تقتضي زرع قيم الفضيلة والاعتراف بالغير، عبر مقاربة شمولية تتداخل فيها التربية الأسرية بتهذيب خلق الأبناء وتربيتهم على القيم الصحيحة، مرورا بالمدرسة وأهميتها في زرع الثقافة الرياضية وتأصيلها وتعليمها للناشئة وتربيتهم عليها ، فالمجتمع وما يمكن أن تقوم به فعالياته من توعية وتنظيم محكم ، وتحسيس بالمفاهيم المرتبطة بالرياضة ومنها حسن الخلق، ثم اللاعب نفسه والمدرب والمسير والحكم ودورهم جميعا في التأثير إيجابا في المشجع بسلوكاتهم الإيجابية، وتحليهم قبل غيرهم بالروح الرياضية، ومعهم المسندة إليهم مهمة استتباب الأمن في الملاعب ومحيطها من رجال الأمن وغيرهم من ممثلي السلطات العسكرية،وتقتضي أيضا تقنين العنف الرياضي وتسييجه بقوانين تجمع بين البعد الوقائي والردع الجنائي في معالجته. لأن المقاربة الزجرية يمكنها أن تساهم إلى جانب باقي الآليات التربوية والتحسيسية والتأطيرية في الحد من ظاهرة الشغب والعنف الرياضي.
ولم يغفل المتدخلون دور الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب في الحد من الظاهرة أو انتشارها،واعتبروا أن للبنية التحتية دورا في انتشار الظاهرة بحيث أن جل ملاعب كرة القدم الوطنية بصفة خاصة تفتقد لمقومات السلامة والأمن المطلوبة، ويشوبها الكثير من الإختلالات الأمنية على مستوى التجهيزات، مما يضفي كثيرا من الصعوبات والإكراهات على وضع الترتيبات الأمنية اللازمة والناجعة .
فكل هذه المعطيات يقول المتدخلون تؤكد هشاشة البنية النفسية للجمهور التي تغذيها عوامل متعددة ذاتية و موضوعية تجعل الفوضى والعدوانية أقرب إلى سلوكه منه إلى الرجاحة والتعقل، سيما أن الشغب بات معطى سيكولوجيا يرتبط في أغلب الحالات التي سجلت عالميا ووطنيا بفئة عمرية محددة تتألف في الغالب من القاصرين الأحداث.